الفجر الصادق - جميل صدقى الزهاوي - الصفحة ٢٤
الطرفين جيشا على الآخر فتصادما في موقع يقال له الطرفية فكانت الدائرة على ابن صباح فقتل من جيشه زهاء أربعة آلاف مقاتل أما مبارك فقد نجا هاربا بنفسه إلى الكويت خاسئا مدحورا لم تمض مدة أن تمرد ابن صباح محتميا ببعض الأجانب فساعدوه بالمال وبالسلاح فأخذ يقوى عبد الرحمن المذكور على الأمير ابن الرشيد واتفق أن كان الأمير ابن الرشيد إذ ذاك مشغولا ببعض الغزوات في أماكن بعيدة عن الرياض فانتهزها ابن صباح فرصة فجهز جيشا تحت إمرة عبد العزيز بن عبد الرحمن المذكور وأرسله إلى الرياض للاستيلاء عليها فاحتلها عنوة وحصنها وأحكم سورها فلما بلغ الخبر الأمير ابن الرشيد عاد إليها فحاصرها مليا لأجل استرجاعها حتى امتد حصارها سنة ثم حدث له في بعض قبائله البعيدة ما صرفه عن حصارها فتركها وانتهز ابن سعود هذه الحادثة فرصة أيضا فأخرج من الرياض جيشا مجهزا بسلاح الأجانب فاستولى به على عنيزة وبريدة وما يليهما من بلاد القصيم ولما رأت الدولة العلية اعتداء عبد الرحمن هذا وبغية وتطاوله على صادقها ومخلصها الأمير بن الرشيد ونزوع عبد الرحمن إلى الأجانب أرسلت كتيبة من عساكرها المنصورة صحبة الأمير ابن الرشيد لقطع دابر أولئك المارقين وقمع بغيهم واعتدائهم وإطفاء شرر فتنتهم المستطير فصادمت العساكر المنصورة الجماعة الباغية حزب ابن سعود قرب بلد البكرية من بلاد القصيم فوقعت بين الجمعين ملحمة كبرى انجلت عن هزيمة الفئة الباغية جماعة ابن سعود وامتلاك العساكر أحد عشر راية من راياتهم وقد كان واتلحق؟؟؟ يقال لحضرة الأمير ابن الرشيد وجيشه في هذه الملحمة خدمة في قمع الأعداء
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»