تنوير الحلك - جلال الدين السيوطي - الصفحة ٢٢
الله تعالى عنهما قال بينا أنا أسير بجنبات بدر إذ خرج رجل من حفرة في عنقه سلسلة فناداني يا عبد الله اسقني وخرج رجل من تلك الحفرة في يده سوط فناداني يا عبد الله لا تسقه فإنه كافر ثم ضربه بالسوط حتى عاد إلى حفرته فأتيت النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فأخبرته فقال لي أوقد رأيته قلت نعم قال ذلك عدو الله أبو جهل وذاك عذابه إلى يوم القيامة محل الاستدلال رؤية الرجل الذي خرج عقبه وضربه بالسوط فإنه الملك الموكل بتعذيبه وأخرج ابن أبي الدنيا والطبراني وابن عساكر من طريق عروة بن رويم عن العرباض بن سارية الصحابي رضي الله تعالى عنه أنه كان يحب أن يقبض فكان يدعو اللهم كبرت سني ووهن عظمي فاقبضني إليك قال فبينما أنا يوما في مسجد دمشق وأنا أصلي وأدعو أن أقبض إذ أنا بفتى شاب من أجمل الرجال وعليه دواج أخضر فقال ما عدا الذي تدعو به قال قلت وكيف أدعو قال قل اللهم حسن العمل وبلغ الأجل قلت من أنت يرحمك الله قال أنا رتابيل الذي يشل الحزن من صدور المؤمنين ثم اختنت فلم أر أحدا وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن سعيد بن سنان قال آتيت بيت المقدس أريد الصلاة فدخلت المسجد فبينا أنا على ذلك إذ سمعت خفيقا له جناحان قد أقبل وهو يقول سبحان الدائم قائم سبحان الحي القيوم سبحان الملك القدوس سبحان رب الملائكة والروح سبحان الله وبحمده سبحان الله العلي الأعلى سبحانه وتعالى ثم أقبل خفيق يتلوه مثل ذلك ثم أقبل خفيق بعد خفيق يتجاوبون حتى امتلاء المسجد فإذا بعضهم قريب مني فقال آدمي قلت نعم قال لا روع عليك تذنيب ومما حكى أن يدخل هنا ما أخرجه أبو داود من طريق ابن عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار أن عبد الله بن زيد رضي الله تعالى عنه قال يا رسول الله إني لبين نائم ويقظان إذ أتاني آت فأراني الأذان كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 » »»