أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٩٢
ويعود (ابن عباس) ليقول له:
(إن كانوا قد دعوك إليهم بعد أن عزلوا أميرهم، ونفوا عدوهم، ووطأوا أكناف بلادهم، فسر إليهم.. وإن لم يكونوا فعلوا، فإنهم إذن يدعونك لفتنة وقتال.. وإن أهل الكوفة لا عهد لهم، وإني أخشى عليك الهلاك..
أقم بهذا البلد حيث أنت.. وإذا كنت لا بد خارجا، فاذهب إلى اليمن، فإن به حصونا وشعابا، ولأبيك به شيعة)...
ويزداد (الحسين) تصميما ويقول:
(يا ابن عم.. إني لأعلم أنك ناصح مشفق، ولكني قد عزمت على المسير)..
وتضيق الأرض بابن عباس، وتحتدم أعصابه ويقول للحسين:
(لولا أن يزري الناس بي وبك، لشبثت يدي في رأسك، فلا أدعك تذهب..
ولكن إذا كنت لا بد سائرا، فلا تسر بأولادك ونسائك، فإني أخشى أن تقتل وهم ينظرون إليك كما قتل عثمان)..!!
* وهذا (عبد الله بن عمر) لا يعلم بسيرته إلا بعد خروجه، فيمتطي ظهر راحلته، ويقطع الطريق وراءه وثبا، حتى يلحق به على بعد ثلاثة أيام من مكة.
ويسأله: أن تريد؟!
فيجيبه: الكوفة، هذه كتب أهلها وبيعتهم، وإني ذاهب إليهم، فيقول له ابن عمر:
(إني محدثك حديثا..
إن جبرئيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فخيره بين الدنيا
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست