أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٨
فالقدوة التي يجب على (فاطمة) أن تعطيها الآخرين بوصفها بنت رسول الله..
والقدوة التي يجب على (علي) أن يمنحها الآخرين بوصفه ابن عم الرسول، وتلميذه الأول، وزوج ابنته، ووالده أحفاده..
هذه القدوة المنتظرة منهما، تختلف في نوعها وفي درجتها.. وتتفوق في نوعها، وفي درجتها..
ولئن كانت القدوة في عرف البشر (تجسيدا) للمثل العليا التي أبدعها الإنسان واكتشفها، فإنها كما علم الرسول آل بيته وأصحابه (تجسيد) للربانية التي يريدها الله!!
وها هو ذا القرآن العظيم يهتف فيهم:
(كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب، وبما كنتم تدرسون).
فالربانية وحدها، هي التي تضفي على العظمة الإنسانية رواء الصدق، والإخلاص، والنسك..
وهي التي تجعل من التضحيات رشدا ورضوانا..
ولقد كانت القدوة التي تركها " علي وفاطمة " والتي سيتركها " بنوهما " من بعدهما رائعة الاتساق مع هذه الغاية الفريدة، وذلك المستوى البعيد.
لقد كرسوا حياتهم للحق، أعظم ما يكون التكريس... وضحوا في سبيله، أصدق ما تكون التضحية..
وإذا كان أكثر ما يجبن الناس عن التضحية، هو حب المال وحب الحياة.. فإن آل بيت الرسول.. هؤلاء البررة البواسل الأطهار. قد عرفوا كيف يستهينون بالمال، ويستهينون بالحياة..!!
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»
الفهرست