أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ٢٢
العالم بسنن رسول الله.. المضطلع بأمر الرعية.. القاسم بينهم بالسوية).
وفي كلماته للصديق حين وقف فيما بعد يبايعه.
(يا أبا بكر.
إنه لم يمنعنا من أن نبايعك إنكار لفضلك، ولا نفاسة عليك لخير ساقه الله إليك... إنما كنا نرى أن لنا في هذا الأمر حقا أخذتموه.) (1).
على أنه - كرم الله وجهه - سرعان ما انضم لإجماع الصحابة، وبايع (الصديق) بيعة صدق ويقين.
وسرعان ما أثبت (الصديق) ومن بعده (الفاروق) أنهما خير خلف، لأكرم سلف.
ووقف (علي) مع كلا الخليفتين يبثهما الرأي السديد، والنصح الأمين مما جعل أمير المؤمنين (عمر) يشيد بسداد رأيه فيقول!
(لولا علي، لهلك عمر)..!!
هو إذن لم يكن ينشد الخلافة لدنيا يصيبها، ولو أرادها لذلك لطالتها في يسر يداه.. فلطالما حثه أبو سفيان يومئذ، بل حرضه إثر مبايعة الناس أبا بكر على أن يتشبث بحقه في الخلافة، قائلا له: " إن شئت لأملأنها عليهم خيلا ورجلا، ولأسدنها عليهم من أقطارها "..
فما كان جواب الإمام العظيم إلا أن قال له:
(يا أبا حنظلة!! إنك تدعونا لأمر ليس من أخلاقنا، ولا من شيمنا.. ولقد سددت دونها بابا، وطويت عنها كشحا)..!!

(1) راجع كتابنا (في رحاب علي).
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 27 28 ... » »»
الفهرست