أبناء الرسول في كربلاء - خالد محمد خالد - الصفحة ١٤
الاستنجاد بشجاعتها كي تلقى بين يديه الرغبة التي حفزتها إلى المجئ.
لكن الحياء يغلب فيها الشجاعة، فتكظم الرغبة ولا تبوح..
ثم تستمر في حديث آخر أشبه ما يكون بالنجوى مع أكرم والد، وأكرم رسول..!!
وأخيرا تستأذن في العودة إلى دارها، فيأذن لها أبوها الرسول، ويودعها بنظرات مشفقة، وحانية..
ويسألها الزوج وقد عادت إليه:
- ماذا قال لك رسول الله..؟
وتجيبه (فاطمة):
- لقد استحييت أن أسأله!!
لكن " عليا " يعلم ما تنوء به من أعباء، فيصحبها من فوره إلى الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام، حيث ينهى إليه رغبتها وحاجتها.
ويرنو بصر " النبي " إلى بعيد.. ويلتمع وجهه المضئ تحت غلالة شفافة من الشجن، والأسى، والحنان...
إنه ليعرف - مثلما يعرفان - ما تعانيه ابنته الحبيبة من مشقة وشظف، وهي التي ولدت في أحضان نعيم حزل كانت تزخر به دار أمها " خديجة " ذات المجد الوارف والثراء المفيض..!!!
لكنها اليوم ابنة (رسول) جاء الحياة ليعطي، لا ليأخذ..
رسول قرر أن يكون حظه وحظ أهله من الدنيا كزاد الراكب، بل دون زاد الراكب بكثير..!!
وإن " فاطمة الزهراء " رضي الله عنها لتعلم هذا المنهج وتلتزمه.
ولقد رضيت - قريرة العين - أن يكون كل جهازها الذر زفت به
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست