البدعة - السيد علي الأمير الصنعاني - الصفحة ٢١
نعرضها عليك، وأن تعرضها أنت على فهمك السليم، فإن سلمها ورآها حسنة فأخذ على منوالها، وإن نفر عنها أتيناك بما عليه العامة، وأنت بالخيار، ولست بمكره مني على شئ من ذلك.
فالطريقة التي أشرنا إليها هي: أن لغة العرب مرجع الكلمات في بنائها إلى شئ واحد يقرب بعضه من بعض لمن تأمل ذلك، فإذا عرفت فردا من أفراد معاني الكلمة - عرفت بقية المعاني من ذلك الفرد، من دون احتياج في الغالب إلى تفتيش، أو تنقيش.
مثاله، أن الابتداع هو الاختراع. فإذا سمعت قوله تعالى:
(بديع السماوات والأرض) (1)، عرفت أن المعنى مخترع السماوات والأرض من دون مثال سبق، وإذا سمعت: أبدع فلان فيما جاء به - فهمت أنه اخترع أمرا لم يكن من قبله، ولهذا يسمى الزق 02) الجديد بديعا، لكونه أول ما جعل فيه الشئ. وفي الحديث: (إن تهامة

(١) ١١٧: البقرة.
(٢) الزق: السقاء. أنظر مختار الصحاح ص ٢٧٣.
(٢١)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»