هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ٢١٦
ويؤثر الدنيا على الآخرة، لأن الله عز وجل حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا، فهو ينظر إلى الآخرة كما ننظر إلى الدنيا، فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح وطعاما طيبا لطعام مر وثوبا لينا لثوب خشن ونعمة باقية لدنيا زائلة " (1).
(2) أن يكون أعلم الناس يقرر هذا الشرط في جوابه لسؤال عبد الله بن يزيد الأباضي قال له: " من أين زعمت يا هشام أنه لا بد أن يكون الإمام أعلم الخلق؟
قال هشام: إن لم يكن عالما لم يؤمن أن تنقلب شرائعه وأحكامه، فيقطع من يجب عليه الحد، ويحد من يجب عليه القطع، وتصديق ذلك قول الله عز وجل:
* (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون) * (2) ويعني بهذا أن الغرض من الإمام الذي هو لطف كما سبق أن يقرب العباد إلى الطاعة ويبعدهم عن العصيان، وهذا لا يتم إلا إذا كان الإمام عالما، أما مع فرض كونه جاهلا فيكون نقضا للغرض الذي من أجله وجب الإمام، والاستشهاد بالآية على الموضوع مما يعد جديدا من نوعه، لأن الجاهل لا يهدي إلى الحق لجهله به، بل هو بحاجة إلى من يهديه، والناقص لا

(١) البحار م ٧ ص ٣١٤ نقله عن المقال والعلل ومعاني الأخبار وأمالي الصدوق نقل ذلك في منهج المقال.
(2) علل الشرائع الباب 153.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 221 222 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242