هشام بن الحكم - الشيخ عبد الله نعمة - الصفحة ١٦٨
فنجحوا في مهمتهم، فدخلت النصرانية بلاد العرب على أيدي هؤلاء بشكلها النسطوري، ولا سيما في المناطق التي خضعت للنفوذ الفارسي كاليمن وحضرموت والعراق وسواها، ولا يمنع في الأثناء أن يكون تسرب آراء الرواقيين إلى العراق أيضا على أيدي الديصانية على ما سبق.
وعاش هشام في زحمة هذه التيارات، وتجاوب معها وعني بدراستها، والنصوص التي وقفنا عليها غير وافية ببيان آرائه في هذه المواضيع على وجه التفصيل، لذلك نعرض آراءه هنا بتحفظ وتردد. وهي كما يلي:
(1): الجزء كان لنظرية الجوهر الفرد أو الجزء الذي لا يتجزأ التي وضعها (لو سيب) و (ديموقريط) في القرن الخامس قبل الميلاد (1) دوي هائل، فقد فتن بها الفلاسفة، لأنها تحل مشكلة عويصة من مشاكل البحث عن أصل المخلوقات الذي نشأت منه.
وكان لها عند متكلمي الإسلام شأن كبير، فذهب إلى القول به عظماء المعتزلة وسواهم من أهل السنة (2)، كما مال كثير من الشيعة وقالوا بها، قال المفيد: " ولا يجوز على كل واحد في نفسه الانقسام وعلى هذا أهل التوحيد كافة سوى شذاذ من أهل الاعتزال ويخالف فيه الملحدون (3).
والفلاسفة القدماء الذين ذهبوا إلى فكرة الجوهر الفرد قرروا

(١) على أطلال المذهب المادي ج ١ ص ٤١.
(٢) مقالات الاسلاميين ص ٣١٤.
(٣) أوائل المقالات ص ١١٩.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الطبعة الثانية 7
2 تقديم 9
3 طبيعة عصره الثقافي 15
4 حياة هشام 39
5 ثقافته 55
6 مكانته 71
7 تأثره بالفكر الأجنبي 81
8 هشام بين الفلسفة والكلام 97
9 بين هشام والنظام 101
10 الاتجاهات الغالبة عليه (1) روح النقد 107
11 (2) النزعة الحسية 109
12 (3) نزعة الجدل 113
13 (4) روح التعمق 113
14 مؤلفاته 119
15 آراؤه 125
16 ما وراء الطبيعة (1) الله - وجوده 127
17 (2) توحيده 130
18 (3) ذاته 131
19 (4) علمه 138
20 (5) بقية صفاته 148
21 (6) القرآن 156
22 (7) رؤية الخالق 159
23 (8) البداء 161
24 (9) معرفة الله 164
25 الآراء الطبيعية 164
26 (1) الجزء 168
27 (2) الأعراض 173
28 (3) الطفرة 178
29 (4) التداخل 180
30 (5) الحركة 183
31 (6) حقيقة الانسان 185
32 الزلازل 190
33 الانسان و ما يتبعه (1) أفعال الانسان 191
34 (2) الاستطاعة 195
35 (3) حكم الأطفال في الآخرة 198
36 (4) النبوة 202
37 (5) الإمامة 205
38 شروط الامام (1) أن يكون معصوما 212
39 (2) أن يكون أعلم الناس 216
40 (3) الكرامات 218
41 مناظراته (1) مع عبد الله بن يزيد الأباضي 221
42 (2) مع ضرار بن عمرو الضبي 223
43 (3) مع ضرار أيضا 224
44 (4) مع عمرو بن عبيد 225
45 (5) مع يحيى بن خالد البرمكي 227
46 (6) هشام مع الشامي 228
47 (7) مع النظام 230
48 (8) مع ضرار الضبي أيضا 230
49 (9) هشام مع الجاثليق 232
50 (10) مع بنان الحروري 234
51 (11) مع الموبذ 235
52 (12) مع النظام في الروح والادراك 236
53 (13) مع بعض المتكلمين في مجلس الرشيد 237
54 أثر هشام لدى المتكلمين 239
55 وصية الامام موسى بن جند لهشام 242