نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٨١
بعثه إليهم أن المهدي ابن الوصي محمد بن علي بعثني إليكم أمينا ووزيرا (1).
وواضح من هذا أن المختار قد دعا إلى إمامة محمد بن الحنفية (2). كما أنه كان يلقب محمد بن الحنفية بالمهدي وقد تطورت هذه الفكرة فيما بعد وأصبحت من مبادئ الكيسانية الرئيسية (3).
ويعلل المسعودي سبب اعتقاد المختار بمحمد بن الحنفية فيقول: والذي دفع المختار الاعتقاد بإمامة محمد بن الحنفية أنه كتب كتابا إلى علي بن الحسين السجاد يريده على أن يبايع له ويقول بإمامته ويظهر دعوته وأنفذ إليه مالا كثيرا فأبى علي بن الحسين أن يقبل ذلك منه أو يجيبه عن كتابه وسبه على رؤوس الملأ في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأظهر كذبه وفجوره ودخوله على الناس بإظهار الميل إلى آل أبي طالب فلما يئس المختار من علي بن الحسين كتب إلى عمه محمد بن الحنفية يريده على مثل ذلك فأشار عليه علي بن الحسين أن لا يجيبه، لأن باطنه مخالف لظاهره في الميل إليهم فهو في عداد أعدائهم لا أوليائهم، ولكن ابن الحنفية سكت عن المختار عملا بنصيحة ابن عباس وخوفا من ابن الزبير (4).
ولم يرد هذا الخبر عند أحد غير المسعودي، وبهذا استطاع المختار إيهام الناس بأنه مرسل من قبل ابن الحنفية. ويذكر ابن سعد أن المختار كان يدعو الناس إلى محمد بن الحنفية فبايعه عدد كبير إلا أنهم شكوا في أمره فأرادوا التأكد من أمره فسألوا محمد بن الحنيفة فأجابهم ابن الحنفية، نحن حيث ترون محتسبون وما أحب أن لي سلطان الدنيا بقتل مؤمن بغير حق ولوددت أن الله انتصر لنا بمن شاء من خلقه فاخذروا الكذابين وانظروا لأنفسكم ودينكم (5).

(١) البلاذري: أنساب الأشراف ج 5 ص 218.
(2) الأشعري القمي: المقالات والفرق ص 25، النوبختي ص 23.
(3) الأشعري القمي: المقالات والفرق ص 24.
(4) المسعودي: مروج الذهب ج 3 ص 83 - 84.
(5) ابن سعد: الطبقات ج 5 ص 72.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298