نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٧٦
أما الفرقة التاسعة فقالت: إن الإمام محمد بن علي بإشارة أبيه إليه ونصبه له إماما ونصه على اسمه وعينه، ولا يجوز أن يشير الإمام بالإمامة والوصية إلى غير إمام فلا ثبتت إمامته على أبيه، ثم بدا لله في قبضه في حياة أبيه أوصى محمد إلى جعفر أخيه بأمر أبيه ووصاه ودفع إليه الوصية والعلوم والسلاح إلى غلام يقال له نفيس كان في خدمة أبي الحسن (الهادي) وكان ثقة أمينا... وهكذا فالإمامة صارت لجعفر بن علي بوصية أخيه محمد وهذه الفرقة تسمى النفيسية (1).
وقد ظهرت فرقة من النفيسية قالت: إن الإمامة لجعفر بوصية نفيس إليه عن محمد أخيه، وأنكروا وصية الحسن بن علي (العسكري) وقالوا: لم يوص إليه أبوه ولا غير وصيته إلى محمد ابنه (2).
ويقول النوبختي وهذه الفرقة تتقول على أبي محمد الحسن بن علي (العسكري) تقولا شديدا وتكفره وتكفر من قال بإمامته وتغلو في القول في جعفر وتدعي أنه القائم وتفضله على ابن أبي طالب وتعتقد في ذلك بأن القاسم أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
ويسمي سعد القمي هذه الفرقة النفيسية الخالصة (4).
وتقول الفرقة العاشرة: إن الحسن بن علي قد توفي وهو الإمام وخلف ابنا بالغا يقال له محمد وهو الإمام من بعده وأن الحسن العسكري أشار إليه ودل عليه وأمره بالاستتار في حياته خوفا عليه، فهو مستتر خائف تقية من عمه جعفر وأنه قد عرف في حياة أبيه ولا ولد للحسن بن علي (العسكري) غيره، فهو الإمام وهو القائم لا محالة، واعتلوا في ذلك بخبر يروي عن الصادق أنه قال القائم من يخفي ولادته على الناس ويخمل ذكره ولا يعرفه الناس (5).

(1) سعد القمي: المقالات والفرق ص 112.
(2) ن. م ص 113.
(3) النوبختي: فرق الشيعة ص 89.
(4) سعد القمي: المقالات والفرق ص 114.
(5) سعد القمي: المقالات والفرق ص 114.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298