نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢٥٠
ويتكلم الطوسي عن إمامة موسى بن جعفر ويفند إمامة ما عداه ويستدل على إمامته بتواتر الشيعة بالنص عليه من أبيه، وما ورد من القول بإمامة الاثني عشر يبطل إمامة من عداه، لأن كل من قال ذلك قطع على إمامته بعد أبيه (1).
فموسى بن جعفر هو الإمام بعد أبيه لاجتماع خصال الفضل فيه ولنص أبيه عليه بالإمامة (2).
ولكن الشيعة اختلفوا في إمامة موسى بن جعفر بعد أن حسبه الرشيد ومات في الحبس سنة 183 ه‍ (3)، وشكوا في إمامته وافترقوا إلى عدة فرق قالت جميعها بأن موسى بن جعفر حي لا يموت حتى يملك الأرض شرقها وغربها ويملأها عدلا كما ملئت جورا وأنه خرج من الحبس واختفى عن السلطان وقالوا: إنه القائم المهدي واعتلوا في ذلك بروايات من أبيه أنه قال هو القائم المهدي فإن يدهده رأسه عليكم من جبل فلا تصدقوا فإنه القائم (4).
ومنهم من قال أنه قد مات وأنه القائم وإن فيه سنة من عيسى بن مريم وكذبوا من قالوا أنه رجع، ولكنه يرجع في وقت القيامة فيملأ الأرض عدلا ورووا في ذلك خبرا عن أبيه أنه قال إن ابني هذا فيه سنة من عيسى بن مريم وان ولد العباس يأخذونه فيحسبونه مرتين فيقتل في المرة الثانية فقد قتل (5).
ومن الشيعة من أنكر قتل موسى بن جعفر وقالوا: مات ورفعه الله إليه وأنه يرده عند قيامه فسموا هؤلاء جميعا الواقفة لوقوفهم على موسى

(١) الطوسي: تلخيص الشافي. ج ٤ ص ٢٠٣.
(٢) النيسابوري: روضة الواعظين ج ١ ص ٢٥٤، ويذكر الطبرسي دلائل امامة موسى بن جعفر ويذكر في هذا الصدد روايات الكليني والمفيد. انظر أعلام الورى ص ٢٨٨ - ٢٩١، وكذا الأربلي فقد أخذ عن الكليني كما أخذ عن المفيد. انظر كشف الغمة ج ٣ ص ١٠ - 13.
(3) النوبختي: فرق الشيعة ص 67.
(4) النوبختي: فرق الشيعة ص 67.
(5) سعد القمي: المقالات والفرق ص 90.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298