نشأة الشيعة الإمامية - نبيلة عبد المنعم داوود - الصفحة ٢١٦
الحديث فقلت: لعل الله أن يكفيك فإني لم أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته ثم لعل غيرك من أهل بيتك أن يتوالى ذلك فسكت عني (1).
وقد أوصى الصادق أصحابه أيضا بالتقية فيذكر الكليني رسالة الصادق إلى جماعة الشيعة وقوله لهم: وعليكم بمجاملة أهل الباطل، وتحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم، دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام، فإنه لا بد لكم من مجالستهم ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم (2).
ويرد هنا الحديث عن التقية التي اتخذتها الشيعة سبيلا في علاقاتها مع الحاكمين ولو أن سكوت الأئمة الذين سبقوا الصادق وعدم خروجهم على السلطة يمكن أن نعده تقية منهم، إلا أن أكثر الأقوال في التقية ترد عن الصادق كقوله: التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له (3).
وكان الصادق يتقي كل ما من شأنه ان يثير السلطة الحاكمة آنئذ فقد ذكر الأربلي أن سفيان الثوري استأذن في الدخول على الصادق فلما دخل قال له: يا سفيان إنك رجل يطلبك السلطان وأنا أتقي السلطان قم فاخرج غير مطرود (4).
وقد حاول الصادق بمختلف الوسائل أن يزيل أوهام العباسيين وشكوكهم نحوه فقد أكد أن هذا الأمر لهم مرات عديدة، فذكر ابن شهرآشوب أن المنصور لما أكبر أمر ابني عبد الله بن الحسن استطلع حالهما من جعفر الصادق فقال: ما يؤول إليه حالهما، اتلو عليك آية فيها منتهى علمي وتلا (لئن اخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون)، فخر المنصور ساجدا وقال:

(١) الكليني: الكافي - ٨ ص ٣٦ - ٣٧ (الروضة).
(٢) ن. م ج ٨ ص ٣ (الروضة).
(٣) ن. م ج ١ ص ٢٠٥ (الأصول).
(٤) الأربلي: كشف الغمة ج ٢ ص ٢٦٩.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الأول: 1 - دراسة للمصادر أ - المصادر التاريخية 9
2 ب - كتب الفرق 19
3 ج‍ - المصادر الإسماعيلية 20
4 د - كتب أهل السنة 21
5 ه‍ - كتب الاعتزال 25
6 و - كتب الإمامية 26
7 الفصل الثاني: أصل التشيع وتطوره 1 - أصل التشيع 51
8 2 - تطور التشيع في ضوء ما مر به من أحداث 68
9 أ - مقتل علي بن أبي طالب 68
10 ب - تنازل الحسن بن علي 68
11 ج‍ - حركة حجر بن عدي الكندي 73
12 د - مقتل الحسين بن علي 74
13 ه‍ - حركة التوابين 77
14 و - المختار بن أبي عبيد الثقفي 79
15 ز - ثورة زيد بن علي 84
16 الفصل الثالث: 1 - الإمامة بنظر الشيعة أ - إمامة علي بن أبي طالب 98
17 ب - إمامة الحسن بن علي 151
18 ج‍ - إمامة الحسين بن علي 153
19 د - إمامة علي بن الحسين (زين العابدين) 155
20 ه‍ - إمامة محمد بن علي الباقر 156
21 2 - الدعوة العباسية وصلتها بالشيعة 157
22 الفصل الرابع: سياسة العلويين تجاه الشيعة 177
23 1 - الزيدية 179
24 أ - ثورات الزيدية 179
25 ب - موقف الإمامية من الثورات الزيدية 209
26 2 - الشيعة الإمامية 211
27 أ - موقف الإمامية من العباسيين 214
28 الفصل الخامس: الإمامة وتطورها عند الشيعة الإمامية 235
29 1 - الإمامة أ - إمامة جعفر بن محمد الصادق 237
30 ب - إمامة موسى بن جعفر الكاظم 246
31 ج‍ - إمامة علي بن موسى الرضا 252
32 د - إمامة محمد بن علي الجواد 262
33 ه‍ - إمامة علي بن محمد الهادي 267
34 و - إمامة الحسن بن علي العسكري 270
35 ز - إمامة محمد بن علي المهدي (صاحب الزمان) 278
36 2 - عقائد الإمامية 292
37 أ - الإمامة 292
38 ب - العصمة 297
39 ج‍ - التقية 298
40 د - الرجعة 298