منع تدوين الحديث - السيد علي الشهرستاني - الصفحة ١٠
الناس بعد وفاة نبيهم فقال: إنكم تحدثون عن رسول الله أحاديث تختلفون فيها، والناس بعدكم أشد اختلافا، فلا تحدثوا عن رسول الله شيئا، فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه (1).
ويمكننا فهم النص الأول من خلال طرح بعض الأسئلة، وهي:
الأول: هل الخليفة جمع هذه الأحاديث في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) أم من بعده؟
الثاني: لماذا بات الخليفة ليلة جمعه للأحاديث يتقلب لعله كان يشكو منها أم لشئ بلغه من أمر الحروب؟!
الثالث: كيف ينقلب المؤتمن الثقة إلى غير مؤتمن وغير ثقة؟!
الرابع: لماذا الإحراق، وليس الإماتة والدفن؟!
أما الجواب عن السؤال الأول:
فأولا: يمكن أن ننتزعه من جملة عائشة: (جمع أبي الحديث عن رسول الله)، فهذه الجملة غير جملة: (جمع أبي حديث رسول الله)، فلو كان الخليفة قد جمع أحاديث رسول الله على عهده لقالت عائشة: جمع أبي حديث رسول الله، أو أملى رسول الله على أبي الحديث فكتبه، أو ما شابه ذلك.
وحيث رأيناها قد جاءت بكلمة (عن) و (الحديث) نفهم أن الجمع كان بعد حياته (صلى الله عليه وآله وسلم).
وثانيا: لم نر اسم الخليفة ضمن من دون الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلو كان لذكره أصحاب السير والتاريخ، فإنهم قد عدوا رجالا قد دونوا الحديث على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كعلي بن أبي طالب (عليه السلام) وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي بكر بن عمرو بن حزم وزيد بن ثابت وغيرهم، فلو

١ - تذكرة الحفاظ ١ / 32، حجية السنة: 394.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست