ملحق البراهين الجلية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٤٢
بالإسلام إن تكرمت عليهم نجدية القاهرة بحكمها بصحة إسلامهم بدون تحقق شرطه الأساسي الذي هو الهجرة من ديار الشرك إلى توطن دار الإسلام الصحيح التي هي مطلعه، ومبدأ الانتصار له وهي نجد دار هجرة ذلك الإمام الذي أصبحت سنته قذى في عيون أهل الإسلام، ومصدر الإهانة والإذلال لكرامة البلد الحرام، ومنشأ دعاية عسكرية لنفوذ سلطان نجديته بين الأنام.
ومما يقضى به على هؤلاء الإخوان دينهم الجديد أن أحدهم إذا ذكر والديه الذين ماتا قبل انتشار هذا الدين فأراد أن يمتثل في حقهما قوله تعالى (وقل رب ارحمهما) عرض له قوله تعالى ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ولعلهم إن سلموا من قسوة أئمتهم أن يلتمسوا لهم العذر بعدم بلوغ الدعوة النجدية يجعلوهم أسوة أهل الفترة عند علماء الإسلام.
أما الذين بلغتهم هذه الدعوة ولم يتفق لهم قبولها فالظاهر أنهم يتبرؤن منهم بحكم قوله تعالى فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه.
ولعل هؤلاء المجتهدين إذا رغب أحدهم أن يكون ممن قال الله في حقهم:
والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان يعني بدعائه من وجد وأبعد الإسلام النجدي فاعتنقوه قبل دخوله هو فيه ولا يدخل في دعائه من مضى قبل ذلك من سلف الأمة. فبما قررناه اتضح أن تسميته هذه الفرقة باسم أنصار السنة المحمدية ما هو إلا زور وتلبيس لا يراد منه معنى المتبادر لمن لا اطلاع له على مكايدهم فلذلك ننصح لكل من يهتم بصلاح نفسه وسلامتها من حيل عباد الهوى، وعبيد الشهوات أن يحذر إجراء هذا اللقب المشكل على لسانه فقد أوضحنا أن تسمية هذه الفرقة نفسها به ما هي إلا مكيدة
(٤٢)
مفاتيح البحث: الشهوة، الإشتهاء (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 » »»