ملحق البراهين الجلية - السيد مرتضى الرضوي - الصفحة ٤١
عبد الوهاب) فإنه قد استفرغ جهده، واستنفذ وسعه في وضع أساسات مذهبة على مناقضات السنة التي أجمع عليها جمهور علماء الأمة. فكان افتتاحه إياه بنقيض افتتاح الدين الإسلامي حيث ابتدأه بهجرته مغاضبا أساتذته ومرشديه من دار هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي شرع فيها الانتصار لدين الإسلام إلى ديار نجد حيث يطلع قرن الشيطان مصروفا عن مطالع الهداية من الأراضي المقدسة وما وجد منها نفس الرحمن.
وهناك في دار هجرته شرع في الانتصار لدينه، وسنته فأعلن وضع أساسات دينه رد كلمة التوحيد، ورفض قبولها بنسخ ما حكم لها به رسول الله أول تأسيس دين الله بإثبات احترام قائلها، ووجوب عصمة دمه وماله. وأسس النجدي مع ذلك وجوب الحكم بالكفر والشرك على كل من لم يكن على مذهبه من أمة الإسلام منذ سلفها. فماذا يرى العقلاء في مذهب أول أساساته قطع الصلة بين خلف الأمة الإسلامية، وسلفها بل قطع الصلة بين الولد المعتنق هذا الدين، ووالديه الذين ذهبا قبل وجود هذا المذهب، أو أدركاه فلم يحظيا باعتناقه، بل بين هذا الولد ومن ولده هو قبل اعتناقه هذا الدين النجدي لبطلان زوجيته الأولى بحكم ما كان عليه من الشرك، بل قطع الصلة بين أوقات عمر الشخص الواحد وأعماله بالحكم ببطلان كل ما أسلفه من عمل صالح قبل إسلامه الجديد، وبطلان ما كان يعده من سن في الإسلام فمن خطى بموافقة هذه الفرقة بالدخول في دينها الخاص بعد مضي نحو الأربعين سنة من عمره فإنه ينبغي أن يضعف رجاؤه في كونه ذا سن في إسلامه الجديد فإن الغالب أن مستقبل عمره لا يكون أكثر مما مضى. والإخوان الذين اعتنقوا هذا الإسلام، والتوحيد جديدا يجعلونه هو الإسلام الصحيح يقضي عليهم حكمهم بذلك أن يكونوا حديثي عصر
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 » »»