مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٧
فقال السائل: بل في علي! فقال أبو بكر ابن جعفر: إقرأ ما بعدها * (أولئك هم المتقون) * - إلى قوله: - * (ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا) * فبهت السائل " (1).
وانظر كم هو الفرق بين اللفظين، بغض النظر عن الخطأ في الاسم؟!!
والذي يظهر من الحكاية أن السائل من أهل السنة القائلين بنزول الآية في علي عليه السلام، فأراد المجيب أن يصرفه عن هذا الرأي، من جهة أن عليا عليه السلام لم يصدر منه ما يصدق معه قوله تعالى في ذيل الآية: * (ليكفر الله عنهم...) *..
فنقول: نعم، لم يصدر منه شئ من ذلك، كما لم يصدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومع ذلك جاء في الخطاب له: * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * (2) والجواب هو الجواب، وملخصه: أنه ليس المراد من " الذنب " هنا، و " أسوأ الذي عملوا " هناك، هو المحرمات، بل المراد هو " الذنب " و " الأسوأ " عند القوم!
وعلى الجملة، فإن المقصود هو الاستدلال بالقول المتفق عليه بين الطرفين، لأن الاحتجاج به أقوى، والإلزام به أتم، وقد عرفت أن القائل به منهم جماعة من الصحابة وكبار المفسرين، والقول بأن المراد أبو بكر لا قائل به من الأكابر المعتمدين، ولذا اضطروا إلى نسبته إلى علي أمير المؤمنين!!

(١) منهاج السنة ٧ / ١٨٩.
(٢) سورة الفتح ٤٨: 2.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست