مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٦٢ - الصفحة ٢٦
يذكر البعض الآخر، فقد رواه السيوطي عن ابن مردويه عن أبي هريرة (1).
وقال أبو حيان: " وقال أبو الأسود ومجاهد وجماعة: الذي صدق به هو علي بن أبي طالب " (2).
وبذلك يكون هذا القول هو المشهور المتفق عليه.
وثانيا: إنه لا تعارض بين قولي مجاهد، إلا أنه قد عين في الرواية الأولى عنه مصداق " من عمل به "، لكن القول الثاني غير ثابت عنه، فلم يذكره القرطبي وغيره (3).
وثالثا: كيف يدعى التعارض بين التفسير المذكور وتفسير الآية بأبي بكر، والحال أن الأول متفق عليه بين المسلمين دون الثاني؟!
ورابعا: إن تفسيرها بأبي بكر خلاف الصواب عند ابن جرير، وقد وصف هذا المفتري محمد بن جرير الطبري ب‍ " شيخ المفسرين "!
وخامسا: إن ما صوبه الطبري في تفسير الآية وشيده هذا المفتري هو الأخذ بالعموم، ومن المعلوم أن لا تنافي بين العام والخاص، فقد ذكر أئمة أهل البيت وغيرهم المصداق التام لهذا العام.
هذا، ولا يخفى أن كل ما ذكره هذا المتقول فهو عن ابن تيمية، وحتى الحكاية التي أوردها، قال ابن تيمية: " وفي هذا حكاية ذكرها بعضهم عن أبي بكر عبد العزيز بن جعفر غلام أبي بكر الخلال: إن سائلا سأله عن هذه الآية فقال له - هو أو بعض الحاضرين -: نزلت في أبي بكر،

(١) الدر المنثور ٥ / ٣٢٩.
(٢) البحر المحيط ٩ / ٢٠٣.
(٣) تفسير القرطبي ١٥ / 256.
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست