مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٦٥
وكذلك الحال في استعمال الآي القرآني، قال تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) * (1)..
وقال تعالى: * (فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) * (2)..
وقال تعالى: * (والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض) * (3).
فيلاحظ أن " النصرة " و " الأنصاري " ليس مطلق المعاضدة، فضلا عن أن تكون هي كل مسلم كان موطنه المدينة، فليس كل أوسي أو خزرجي أو غيرهما ممن حول المدينة هو أنصاري، بل من آمن وآوى وعزر ووقر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واتبع النور الذي أنزل مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان ذلك كله في الله وإلى الله، كان أنصاريا.
ثم سنرى أن في سورة التوبة - كما يأتي الحديث عنها - قسم كل من أهل المدينة، وغيرهم ممن انتقل إلى المدينة، إلى: فئات صالحة ينطبق عليها هذين العنوانين الوسامين " المهاجر " و " الأنصاري "، وطالحة مردت على النفاق، وكان في قلوبهم مرض، أو متقاعسة عن القتال، أو غيرهم من أنواع المنافقين.

(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست