مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٨ - الصفحة ٢٠١
الهيئة) سائر المنصوبات إلا المصدر النوعي، وب‍ (صاحبه) نحو: القهقري، فإنه يدل على هيئة الرجوع لا على هيئة الصاحب.
ولا يقدح في جعله فضلة عدم الاستغناء عنه في بعض المواضع، نحو: * (وإذا بطشتم بطشتم جبارين) * (1)، لأنه عارض، كما لا يقدح في العمدة عروض الاستغناء عنه " (2).
والملاحظ أن بعض متأخري النحاة لم يشيروا إلى مجئ الحال من الفاعل والمفعول خاصة، لا في حد الحال ولا في شرحه (3)، بل صرح بعضهم بمجيئه لبيان هيئة غيرهما كالخبر (4) والمضاف إليه (5).
وأما النحاة المعاصرون، فإنهم يرفضون قصر مجيئ الحال من الفاعل والمفعول به، ويذهبون إلى مجيئها من غيرهما، فالشيخ مصطفى الغلاييني يعرف الحال بأنها: " وصف فضلة يذكر لبيان هيئة الاسم الذي يكون الوصف له " ويقول في بيانه: " تجئ الحال من الفاعل نحو: (رجع الغائب سالما) ومن نائب الفاعل نحو: (تؤكل الفاكهة ناضجة) ومن الخبر نحو:
(هذا الهلال طالعا) ومن المبتدأ - كما هو مذهب سيبويه ومن تابعه، وهو الحق - نحو: (أنت مجتهدا أخي)... ومن المفاعيل كلها على الأصح،

(١) سورة الشعراء ٢٦: 130.
(2) همع الهوامع 4 / 8.
(3) أ - شرح قطر الندى: 234 - 235.
ب - أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك 2 / 77 - 79.
ج - شرح الحدود النحوية: 165 - 167.
(4) شرح ابن الناظم على الألفية: 125.
(5) أ - شرح شذور الذهب: 248.
ب - شرح ابن عقيل على الألفية 1 / 644 - 645.
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 205 207 208 ... » »»
الفهرست