مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٧٢
السنة النبوية، مع علمهم بعدم أهليتهم للتشريع وأنهم عرضة للخطأ والصواب.
ولنمثل للقسم الأول بسيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، الذي كان عبدا لله قبل أن يكون رسوله، لقوله تعالى: * (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا) * (1)، و * (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) * (2)، فكان (صلى الله عليه وآله وسلم) لا * (ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) * (3)، ولا يفتي من قبل نفسه، ولا يرتضى تغيير الأحكام لهوى الناس، بل كان (صلى الله عليه وآله وسلم) ينتظر مجئ الوحي لكي يخبره بجواب القضية المستحدثة، وقد ظل (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر أو سبعة ينتظر الوحي كي يسمح له أن يحول القبلة إلى المسجد الحرام، حتى نزل عليه قوله تعالى: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها) * (4).
ومثله الحال بالنسبة إلى أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، الذي نهوا عن الرأي، واتخذوا النصوص منهجا في الحياة، وكانوا وما زالوا على كلمة واحدة، يقولون: " إنا لو كنا نحدثكم برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا نحدثكم بأحاديث نكنزها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما يكنز هؤلاء ذهبهم وورقهم " (5).
وقولهم: " إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا حذو القذة بالقذة " (6).

(١) سورة مريم ١٩: ٣٠.
(٢) سورة الفرقان ٢٥: ١.
(٣) سورة النجم ٥٣: ٣ و ٤.
(٤) سورة البقرة ٢: ١٤٤.
(٥) الاختصاص: ٢٨٠ عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام).
(٦) الإرشاد ٢ / ٢٧٦، الاختصاص: ٢٧٩ عن الإمام أبي الحسن علي الرضا (عليه السلام).
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست