مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٦٧
عن قيس، قال: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي، أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! فقال: ما عهد إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): في أصحابي اثنا عشر منافقا، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة، وأربعة لم أحفظ " (1).
وعمار (رضي الله عنه) يشير هنا إلى أن النصوص من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي (عليه السلام) ليست خفية، خاصة عندنا - أي الصحابة -، بل هي منتشرة عند الناس، من حديث الغدير وغيره، وكان سبب توليه لعلي (عليه السلام) من بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، من يوم السقيفة إلى يوم قتل عثمان - فقد صنف عمار في من دبر ذلك، كما ذكرت ذلك كتب التواريخ -، إلى يوم الجمل وصفين.
وصريح الحديث الذي يرويه عمار عن حذيفة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، أن في خاصة الصحابة اثني عشر منافقا لا يدخلون الجنة، وأن عمارا رأى هؤلاء الاثني عشر في من ناوأ وعادى عليا (عليه السلام).
ثم إن هذا الحديث صريح في أن ما أتى به الصحابة الذين تولوا عليا وناصروه بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى استشهاده (عليه السلام) كان بتصريح ونص من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبنفاق مناوئيه وأعدائه، ولم يكن باجتهاد رأي رأوه كما يقول بذلك علماء العامة في حكمهم بعدالة الصحابة الذين ناوؤا الإمام عليا (عليه السلام).
وقد روى مسلم هذا الحديث بطريق آخر فلاحظ (2).

(١) صحيح مسلم ٨ / ١٢٢.
(٢) صحيح مسلم ٨ / 122 - 123.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست