مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٣٩
المعصية منه، ولا شك أن هذا المعنى يساوق العصمة!
وكذلك يقع الترديد في المراد من الصحابة، هل هم الذين اتفقوا على بيعة أبي بكر، وكان هواهم ورأيهم على ذلك، أم إنه يشمل من خالف بيعته ولم يبايعه إلى نهاية المطاف؟
فهل دائرة البحث هي في الصحابة والصحبة؟! أم هي في شرعية بيعة السقيفة؟!!
وكذا الترديد في معنى الحجية لقول الصحابي وفعله، هل هي بمعنى حجية قوله كراو من الرواة وأخبار الآحاد، وكذا فعله من جهة كونه أحد المتشرعة، الكاشف فعله عن الحكم المتلقى من الشارع، فلا موضوعية لقوله وفعله في نفسه؟..
أم إن حجية قوله وفعله من باب حجية اجتهاده، ورأيه كمجتهد قد يصيب وقد يخطئ؟!
وإنه هل يحدد اجتهاده بموازين الاجتهاد، أم لا ينضبط رأيه بقيود الأدلة والموازين؟!
أم إن حجية قوله وفعله - ولو لبعض الصحابة - هي من باب التفويض له في حق التشريع، وإنه مشرع يخصص إطلاق وعموم الكتاب والسنة، وقد ينسخ السنة ويحكم بكون ما يراه من حكم يؤخذ به بمنزلة السنة النبوية في ما لم يأت به الكتاب والسنة، وعلى ذلك فلا تصدق على مخالفته ومباينته للكتاب والسنة أنها مخالفة، وأنها رد لهما، بل هي نسخ أو تقييد وتخصيص لهما؟!
والمتصفح لكلمات القوم يلوح له تراوحها بين هذه الاحتمالات،
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست