مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٤٣
وقيل: قد يخطئ ولكن ينبه عليه سريعا، لما تقدم في الآيتين، ولبشاعة هذا القول عبر المصنف بالصواب ".
والمعروف لدى مفسري العامة ومحدثيهم أن الوحي نزل في موارد بتخطئة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصويب رأي عمر - والعياذ بالله تعالى! - منها ما جرى في أسرى بدر -.
وقد رووا في أحاديثهم أنه قال (صلى الله عليه وآله وسلم): لو كان من بعدي نبي لكان عمر.
ومرادهم من اجتهاده (صلى الله عليه وآله وسلم) اعتماده على الظن والرأي - والعياذ بالله -.
وقال ابن السبكي: " ونعتقد أن خير الأمة بعد نبيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم):
أبو بكر خليفته، فعمر، فعثمان، فعلي، أمراء المؤمنين... ونمسك عما جرى بين الصحابة، ونرى الكل مأجورين " (1).
وشرحه ابن المحلى: " ونمسك عما جرى بين الصحابة من المنازعات والمحاربات، التي قتل بسببها كثير منهم، فتلك دماء طهر الله منها أيدينا فلا نلوث بها ألسنتنا، ونرى الكل مأجورين في ذلك، لأنه مبني على الاجتهاد في مسألة ظنية، فيها أجران على اجتهاده وإصابته، وللمخطئ أجر على اجتهاده ".
وقال التفتازاني (2): " يجب تعظيم الصحابة والكف عن مطاعنهم، وحمل ما يوجب بظاهره الطعن فيهم على محامل وتأويلات، سيما للمهاجرين والأنصار وأهل بيعة الرضوان، ومن شهد بدرا وأحدا والحديبية، فقال: انعقد على علو شأنهم الإجماع، وشهد بذلك الآيات

(1) حاشية العلامة البناني على شرح ابن المحلى على متن جمع الجوامع 2 / 422.
(2) شرح المقاصد - للتفتازاني - 5 / 303.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»
الفهرست