مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢١٠
يتوكأ على عنزة (1) له، حتى وقف على باب البيت، فقال: السلام عليك يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم سكت، فقال أبو جعفر (عليه السلام):
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم، ثم سكت حتى أجابه القوم جميعا وردوا عليه السلام، ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر (عليه السلام) ثم قال: يا بن رسول الله! أدنني منك جعلني الله فداك، فوالله إني لأحبكم وأحب من يحبكم، ووالله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنيا، والله إني لأبغض عدوكم وأبرأ منه، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه، والله إني لأحل حلالكم، وأحرم حرامكم، وأنتظر أمركم، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟!
فقال أبو جعفر (عليه السلام): إلي إلي. حتى أقعده إلى جنبه، ثم قال: أيها الشيخ إن أبي علي بن الحسين (عليه السلام) أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه، فقال له أبي (عليه السلام): إن تمت ترد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك، وتقر عينك، وتستقبل بالروح والريحان، مع الكرام الكاتبين، لو قد بلغت نفسك، هاهنا - وأهوى بيده إلى حلقه - وإن تعش ترى ما يقر الله به عينك وتكون معنا في السنام الأعلى.
فقال الشيخ: كيف قلت يا أبا جعفر (عليه السلام)؟! فأعاد عليه الكلام، فقال الشيخ: الله أكبر يا أبا جعفر! إن أنا مت أرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى

(١) العنزة: عصا في قدر نصف الرمح أو أكثر، فيها سنان مثل سنان الرمح، وقيل:
في طرفها الأسفل زج كزج الرمح يتوكأ عليها الشيخ الكبير. لسان العرب ٥ / 384 مادة " عنز ".
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 207 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست