مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ٢٠٣
الفضلة، المعلل لحدث شاركه وقتا وفاعلا " (1).
وقيده بالقلبي، تبعا لمن اشترط " كونه من أفعال القلب (2)، قال: لأنه الحامل على إيجاد الفعل، والحامل على الشئ متقدم عليه، وأفعال الجوارح - كالضرب والقتل - تتلاشى ولا تبقى حتى تكون حاملة على الفعل، وأما أفعال الباطن كالعلم والخوف والإرادة، فإنها تبقى " (3).
وأورد عليه الرضي: " أنه إن أراد وجوب تقدم الحامل وجودا فممنوع، وإن أراد تقدمه أما وجودا أو تصورا، فمسلم، ولا ينفعه، وينتقض ما قال بجواز نحو: جئتك إصلاحا لأمرك، وضربته تأديبا، اتفاقا " (4).
ويلاحظ إن بعض النحاة وإن ذهب إلى اشتراط كون المفعول له مصدرا قلبيا، إلا إنه يرى أن هذا الشرط مستغنى عنه بشرط اتحاد الزمان، لأن أفعال الجوارح لا تجتمع في الزمان مع الفعل المعلل " (5).
وختاما تجدر الإشارة إلى أن هذا البحث إنما يجري على مذهب نحاة البصرة، وأما الكوفيون والزجاج من البصريين فقد ذهبوا إلى اعتبار

(١) شرح الحدود النحوية، الفاكهي، تحقيق محمد الطيب الإبراهيم: ١٦١.
(٢) لعل أول من قيده بكونه فعلا قلبيا ابن الخباز والرندي كما في شرح الحدود النحوية - للفاكهي -: ١٦١، وشرح التصريح على التوضيح - للأزهري - ١ / ٢١٥، وذهب إليه كل من الأشموني في شرحه على الألفية ١ / ٢١٥، والأزهري في شرح التصريح على التوضيح ١ / ٣٣٤، والسيوطي في همع الهوامع ٣ / ١٣١.
(٣) شرح الرضي على الكافية ١ / ٥١٢، شرح التصريح على التوضيح ١ / ٣٣٤.
(٤) شرح الرضي على الكافية ١ / 512.
(5) أ - حاشية الملوي على شرح المكودي: 69.
ب - شرح التصريح على التوضيح 1 / 334 - 335.
(٢٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 198 199 200 201 202 203 204 205 207 209 210 ... » »»
الفهرست