مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ١٩٨
والجديد في تعريف ابن معطي إشارته إلى خاصتين من خواص المفعول له، وهما: كونه مقارنا لعامله في زمان الوجود، وكونه أعم منه، فقولك: قصدت زيدا رغبة في عطائه، تكون الرغبة فيه مقارنة في وجودها للقصد، وهي أيضا أعم من الفعل، لأن الرغبة يجوز أن تكون علة للقصد ولغيره (1).
ويلاحظ أن فهم حقيقة المفعول له لا يتوقف على ذكر هاتين الخاصتين.
وقال ابن الحاجب (ت 646 ه‍) معرفا المفعول له: إنه " ما فعل لأجله فعل مذكور، مثل: ضربته تأديبا، وقعدت عن الحرب جبنا " (2).
وقال الجامي في شرحه: " ما فعل لأجله، أي: لقصد تحصيله، أو بسبب وجوده... مثل: (ضربته تأديبا) مثال لما فعل لقصد تحصيله فعل وهو: الضرب، فإن التأديب إنما يحصل بالضرب ويترتب عليه، و (قعدت عن الحرب جبنا) مثال لما فعل بسبب وجوده فعل وهو: القعود، فإن القعود إنما وقع بسبب الجبن " (3).
وقال الرضي: " يعني بقوله: (فعل مذكور) الحدث الذي تضمنه الفعل المذكور، لا الفعل الذي هو قسيم الاسم والحرف " (4)، " وقوله:
(مذكور) احتراز عن قولك وقد شاهدت ضربا لأجل التأديب: أعجبني التأديب، فإن التأديب فعل له الضرب، إلا أنك لم تذكر الضرب في قولك

(١) المحصول في شرح الفصول، ابن إياز، ورقة ١١٤ ب، نقلا عن حاشية (الفصول الخمسون): ١٩٢.
(٢) شرح الرضي على الكافية، تحقيق يوسف حسن عمر ١ / ٥٠٧.
(٣) الفوائد الضيائية، عبد الرحمن الجامي، تحقيق أسامة طه الرفاعي ١ / ٣٧٣.
(٤) شرح الرضي على الكافية ١ / 487.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست