مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٧ - الصفحة ١٢٠
وعرفه الشهيد الثاني (قدس سره)، بأنه ما تفرد به راو واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند، وإن تعددت الطرق إليه أو منه (1).
وجدير بالإشارة، هو أن الحديث الغريب لا يعني أنه ضعيف مطلقا، فهناك الصحيح، وهناك الضعيف، ومن اصطلاحات الترمذي عند العامة:
حديث صحيح غريب، وحديث صحيح حسن غريب، وأما ما يرد منها فهو الضعيف، وربما قد جمع مع ضعفه بعض أسباب الضعف الأخر كالشذوذ أو الانقطاع ونحو ذلك.
وأما عن موقف الشيخ من الأحاديث الغريبة، فهو لم يحتج بها عند التعارض مع الصحيح الثابت، خصوصا إذا كان التفرد من جهة عرفت بضعفها، أو فساد مذهبها، فحينئذ لا يعول الشيخ على ما تنفرد تلك الجهة بنقله، ويدل عليه:
قوله عن خبر زرارة في باب بيع الواحد بالاثنين: " وأما خبر زرارة، فالطريق إليه علي بن حديد، وهو ضعيف جدا لا يعول على ما ينفرد بنقله " (2).
وسيأتي - إن شاء الله - ما له صلة بالحديث الغريب في بيان موقف الشيخ (قدس سره) من الحديث الموثق بحسب الاصطلاح.
للبحث صلة...

(١) شرح البداية في علم الدراية: ١٦، وانظر: وصول الأخيار لأصول الأخبار:
١١١، نهاية الدراية: ١٦٠.
(٢) تهذيب الأحكام ٧ / 101 ح 435 باب 8.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست