مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ٣٥
الواحدي: " وقال الأنباري: كان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يجاهر ببعض القرآن أيام كان بمكة، ويخفي بعضه إشفاقا على نفسه من شر المشركين إليه وإلى أصحابه " (1).
وهذا كذب بلا شك ولا ريب! لكن العجيب أن ينسب هذا القول إلى الإمامية، كما في تفسير القرطبي، حيث قال: " وقبح الله الروافض حيث قالوا: إنه صلى الله عليه [وآله] وسلم كتم شيئا - مما أوحى الله إليه - كان بالناس حاجة إليه " (2)، وكما في شرح القسطلاني: " قالت الشيعة: إنه قد كتم أشياء على سبيل التقية " (3).
فانظر كيف يفترون على الله والرسول، ثم لما التفتوا إلى قبحه نسبوه زورا وبهتانا إلى غيرهم.. وكم له من نظير!! وإلى الله المشتكى، وهو المستعان.
قلت:
وثمة أحاديث يروونها بتفسير الآية المباركة غير منافية للصحيح في سبب نزولها إن لم نقل بجواز الاستدلال بها كذلك، باحتمال أن الراوي لم تسمح له الظروف بالتصريح بنزولها في يوم الغدير، أو صرح وحرف لفظه، كالحديث التالي:
أخرج أبو الشيخ، عن الحسن: " إن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم، قال: إن الله بعثني برسالة، فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس

(١) التفسير الوسيط ٢ / ٢٠٨.
(٢) تفسير القرطبي ٦ / 157.
(3) إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري 10 / 210.
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست