مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٥ - الصفحة ٣٢
الآية عليه - ولا غيره من الأقوال التي ذكرها - بقول أي أحد من الصحابة.
وأما الأحاديث التي يروونها في المقام في مقابلة حديث نزول الآية المباركة في الإمام عليه السلام، فإن شئت الوقوف عليها فراجع تفسير الطبري والدر المنثور للسيوطي - ولعل الثاني هو أجمع الكتب لها - وستجدها متناقضة فيما بينها، فضلا عن كونها مردودة بإجماع الفريقين على نزول سورة المائدة في الأيام الأخيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
فمن ذلك ما أخرجه الطبراني وأبو الشيخ وأبو نعيم في الدلائل وابن مردويه وابن عساكر، عن ابن عباس، قال: " كان النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم يحرس، وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه.
فقال: يا عم! إن الله قد عصمني، لا حاجة لي إلى من تبعث ".
أورده السيوطي في ذيل الآية المباركة، وهو - إن كان له علاقة بنزول الآية المباركة - خبر مكذوب، لأنه يفيد نزولها في مكة، وهو قول مردود بالإجماع.
وما أخرجه ابن مردويه والضياء في المختارة، عن ابن عباس، قال:
" سئل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أي آية أنزلت من السماء أشد عليك؟ فقال: كنت بمنى أيام موسم، واجتمع مشركو العرب وأفناء الناس في الموسم، فنزل علي جبرئيل فقال: * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) *.
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 ... » »»
الفهرست