مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٢٥٧
الوضوء (1)، وانتهاء بمسائل الميراث (2).
وقد أشار الشيخ إلى غرضه هذا في مقدمة الكتاب، ومنه يعلم غيرته العظمى على الدين، وتزييف رأي من خالفه، وبيان تناقضه وجهله بالأحكام.
فالتهذيب إذا مع كونه كتابا حديثيا، إلا إنه ضم بين دفتيه دفاعا محكما عن مبتنيات أهل الحق في سائر الفروع الفقهية، ابتداء من الطهارة وانتهاء بالديات، وذلك بجمع أدلتها من الحديث الصحيح المسند مع تضعيف ما خالفها أو تأويله بكل دقة وتفصيل.
ومن هنا وقف فحول العلماء إزاء التهذيب والاستبصار معا موقف الإعجاب الشديد، ولا بأس بنقل ما قاله واحد منهم، وإن لم يكن الغرض تفصيل أقوالهم.
قال السيد بحر العلوم (قدس سره) في الفوائد الرجالية عن دور الشيخ الطوسي في الحديث: " وأما الحديث، فإليه تشد الرحال، وبه تبلغ غاية الآمال، وله فيه من الكتب الأربعة - التي هي أعظم كتب الحديث منزلة، وأكثرها منفعة -: كتاب التهذيب وكتاب الإستبصار، ولهما المزية الظاهرة باستقصاء ما يتعلق بالفروع من الأخبار، خصوصا التهذيب، فإنه كاف (3) للفقيه في ما يبتغيه من روايات الأحكام مغنيا عما سواه في الغالب، ولا يغني عنه غيره

(١) أنظر: ما قاله الشيخ في التهذيب ١ / ٥٢ - ١٠٣ باب ٤ في صفة الوضوء.
(٢) أنظر كذلك: ما بينه من تناقضهم في إبطال العول والعصبة في التهذيب ٩ / ٢٤٧ - ٢٦٨ باب ٢١.
(٣) في الأصل: " كان "، والتصويب من العلامة النوري في خاتمة المستدرك ٦ / ١٣ من الفائدة السادسة، والسيد حسن الخرسان في مقدمة تحقيقه لكتاب التهذيب ١ / 46، فلاحظ.
(٢٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 ... » »»
الفهرست