مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٢٦٢
ثم أضاف لهذه الخطوة الجديدة، خطوة أخرى، وهي إيراد جملة من الأحاديث التي لم يوردها عند التعرض لمسائل المقنعة في الأبواب التي فرغ منها، فألحقها بها في أبواب خاصة تعرف بأبواب الزيادات، وهذا هو ما صرح به الشيخ، فقال بعد وصف الخطوة الجديدة الأولى: " ثم رأينا أن استيفاء ما يتعلق بهذا المنهاج أولى من الإطناب في غيره، فرجعنا وأوردنا من الزيادات ما كنا أخللنا به " (1).
ومن هنا قال السيد محسن الأمين بعد نقله عبارة المشيخة: " فهو إذن قد عدل عن منهاج بحثه في الأساسين معا، فلم يتقيد بما تضمنته المقنعة، واقتصر على أحاديث أصحابنا، والدافع له إلى هذا العدول - حسب تصريحه - هو تلك الغاية الكلامية.
وفي الحقيقة إن هذه الغاية هي التي تحكمت في هذا الكتاب وجعلته الوحيد من نوعه في أسلوبه ومنهاجه، فجاء بآراء في الجمع والتأويل لا يزال أكثرها معمولا بها عند المجتهدين " (2).
وفي اختتام هذه اللمحة بخصوص التهذيب نود الإشارة السريعة إلى مسلك الشيخ فيه - وفي الإستبصار كذلك - من جهة الإسناد، لما في ذلك من إشكال متهافت قد أثاره بعضهم كما سيوافيك، فنقول:
سلك الشيخ الطوسي في منهجه السندي في كتابيه التهذيب والاستبصار تارة مسلك ثقة الإسلام الكليني في الكافي بذكر سلسلة السند كاملة كما في الأجزاء الأولى من التهذيب، وأخرى مسلك الشيخ الصدوق في كتابه الفقيه، وذلك بحذف صدر السند والابتداء بمن نقل الحديث من

(١) تهذيب الأحكام ١٠ / ٤، من المشيخة.
(٢) أعيان الشيعة ٩ / 162.
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست