مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٤ - الصفحة ٢٥٠
استثنينا بعض ممارساتهم العلمية التي برز بها القميون خاصة، كما نجدها أيضا عند الشيخ الصدوق في علاج بعض الأخبار المتعارضة وبيان وجهها في كتابه الفقيه (1)، مع أنه مصنف لغرض الإفتاء على طبق النصوص، وهذا يعني عدم الحاجة إلى تتبع موارد الاختلاف والتضاد والاكتفاء بما يراه صحيحا فقط.
ومن هنا اضطلع الشيخ الطوسي بتهذيب ما تركوه، فقفز الحديث على يديه إلى مستوى طموحه في التجديد، وقابليته الفذة على الإبداع في بحوث العلوم الشرعية بأسرها، من تفسير وحديث وفقه وأصول وغيرها.
أما التفسير، فقد مر دوره فيه في الحلقة السابقة، وقد اتضح هناك كيف تهيأت للتفسير وعلى يديه وسائل النهوض والارتقاء به حتى وصل إلى رتبة عالية من النضج والكمال.
وأما الحديث، فالحديث عنه في فصول:

(1) وقد بينا نماذج كثيرة من الأخبار المختلفة مع موقف الشيخ الصدوق منها في البحث المنشور في مجلة علوم الحديث العدد 2 السنة الأولى، بعنوان: " مع الصدوق وكتابه الفقيه ".
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست