مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٣ - الصفحة ٢٢٤
وجوه الدلالة على المذهب الحق، ويبعد جدا رواية راو لهذا الخبر مع عاميته، فافهم.
وأما مسعدة بن صدقة، فقد ورد في رواياته ما يفوح منه رائحة التقية فتؤيد عاميته، ففي التهذيب 9 / 162 ح 665 بسنده عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام)، قال: قال علي (عليه السلام): لا وصية لوارث، ولا إقرار بدين...
قال الشيخ في ذيله:... فهذا الخبر ورد مورد التقية.
وفي التهذيب 6 / 168 ح 322، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: حدثني شيخ من ولد عدي ابن حاتم، عن أبيه، عن جده عدي بن حاتم - وكان مع علي (عليه السلام) في حروبه - أن عليا (عليه السلام) لم يغسل عمار بن ياسر رحمة الله عليه ولا هاشم بن عتبة - وهو المرقال -، دفنهما في ثيابهما، ولم يصل عليهما.
قال محمد بن الحسن: ما تضمن هذا الخبر في آخره أن عليا (عليه السلام) لم يصل عليهما وهم... على أن هذا الخبر طريقه رجال العامة، وفيهم من يذهب إلى هذا المذهب، وما هذا حكمه لا يجب العمل به لأنه يجوز أن يكون ورد للتقية. انتهى.
والخبر أورده في التهذيب 1 / 331 ح 968 و 3 / 332 ح 1041 أيضا عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر (1)، عن أبيه (آبائه)، أن عليا... وذكر الشيخ في ذيله أن قوله: " ولم يصل عليهما " وهم من الراوي، وقد ذكر في المورد الثاني: ويجوز أن يكون الوجه فيه أن العامة يروون عن أمير

(1) من المحتمل أن يكون الأصل في رواية مسعدة بن صدقة تلك الرواية المرسلة، فوقع السهو، فنسب ذلك إلى الصادق (عليه السلام) نظرا إلى كثرة روايته عنه (عليه السلام)، فلاحظ.
(٢٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 ... » »»
الفهرست