مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٩٨
العظيم * (قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) * (1).
وليت شعري، من هم أهل المعرفة بالحديث الذين حكموا على هذا الحديث بالوضع؟! هل يعني بهم من كان بجهته من نواصب الشام؟! فإن هؤلاء لا يعدون شيئا عند أهل هذا الشأن لا سيما في مثل هذه الأحاديث.
أم يريد ابن الجوزي وأضرابه من جهلة المحدثين؟! وهؤلاء عذرهم نصبهم أو جهلهم.
على أن يحيى بن معين - إمام أهل الجرح والتعديل - والحاكم النيسابوري وأبو محمد السمرقندي وغيرهم من أهل المعرفة بالحديث قد حكموا بصحة حديث: أنا مدينة العلم وعلي بابها...، الذي زعم ابن تيمية - زورا وبهتانا - حكم أهل الحديث عليه بالوضع.
ثم إنه لم يبد أي علة قادحة في حديث الترمذي سوى أنه كذب، وهذه دعوى يهون على كل معتوه التفوه بها، لكن هل يقام لها وزن عند نياقدة الحديث وصيارفته؟! اللهم لا.
وقد عرفت في ما سبق أن هؤلاء الضلال لما حجب عنهم نور الإيمان، واستولى على قلوبهم القاسية سلطان الشيطان، استنكروا هذا الحديث وعدوه كذبا، وما علموا أنهم برده إنما كذبوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإلى الله المشتكى من صنيع هؤلاء..
وأما قوله: " لكن قد رواه الترمذي وغيره "، فهو مما تقوم به الحجة عليه، وذلك أن أبا عيسى قال: صنفت كتابي هذا فعرضته على علماء الحجاز فرضوا به، وعرضته على علماء العراق فرضوا به، وعرضته على

(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست