مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٩٧
الصغير (1) مع أن السيوطي لم يعزه في الجامع إلا للترمذي، وهذا من فرط جهله المطبق، وكم له في حكمه على الأحاديث من تناقضات بينة، ومجازفات غير هينة، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، والله المستعان.
وكأنه قلد في ذلك أبا العباس ابن تيمية الحراني - عليه من الله ما يستحق - إذ قال في حديث " أنا مدينة العلم وعلي بابها.. ": هذا حديث ضعيف بل موضوع عند أهل المعرفة بالحديث، لكن قد رواه الترمذي وغيره، ومع هذا فكذب (2). انتهى.
قلت:
فانظر - يرحمك الله - إلى هذا الشقي المخذول كيف ضعف الحديث أولا، ثم ترقى إلى إبطاله والحكم بوضعه، وجل نواصب العصر عيال على هذا الشيخ الضال، يتعبدون ببواطيله، ويتشبثون بأضاليله، ويحسبونها وحيا منزلا * (ألا ساء ما يزرون) * (3).
وما هذه إلا نزعة ناصبية مقيتة درج عليها أولياء الشيطان إلى هذا العهد، فلا تراهم يتوقفون في إبطال ما ورد في فضل أمير المؤمنين (عليه السلام) ولو بلغ الحديث مبلغ التواتر، ومن تتبع صنيعهم في ذلك رأى العجب العجاب، وقد مر عليك قول الذهبي في حديث الباب - إذ لم يجد في سنده مغمزا ولله الحمد -: " ما أدري من وضعه؟! "، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي

(١) ضعيف الجامع الصغير: ١٨٩.
(٢) الأحاديث الموضوعة: ٤٠.
(٣) سورة النحل ١٦: 25.
(٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 ... » »»
الفهرست