مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٣٨٩
الثابت مطلقا، لكنه " ينصرف إلى الكامل عرفا. وهو الوضعي " (1)، وتابعه الجامي على ذلك (2).
وقوله: (عن ذات) احتراز من الحال والنعت، فإنهما لا يرفعان الإبهام عن الذات، بل عن هيئتها (3) أو صفتها (4).
وقوله: (ذات مذكورة أو مقدرة) تنويع للتمييز، " فالمذكورة نحو:
(رطل زيتا) والمقدرة نحو (طاب زيد نفسا)، فإنه في قوة قولنا: (طاب شئ منسوب إلى زيد)، ونفسا يرفع الإبهام عن ذلك الشئ المقدر فيه " (5).
ومنه يتضح أن ابن الحاجب يرى أن التمييز لا يبين إلا الذات.
غاية الأمر أن الذات مقدرة في تمييز النسبة، إذ لا إبهام في تعلق الطيب بزيد مثلا الذي هو النسبة، بل الإبهام في المتعلق الذي ينسب إليه الطيب، فيحتمل كونه داره أو علمه، فالتمييز في الواقع إنما هو لأمر يتعلق بزيد، وإنما عبر عنه بتمييز النسبة نظرا للظاهر (6).
وقال ابن عصفور (ت 669 ه‍): التمييز " اسم نكرة منصوب مفسر لما انبهم من الذوات " (7).

(١) حاشية الجرجاني على شرح الرضي (طبعة شركة الصحافة العثمانية) ١ / ٢١٦.
(٢) الفوائد الضيائية ١ / ٣٩٨.
(٣) شرح الرضي على الكافية ٢ / ٥٣.
(٤) الفوائد الضيائية ١ / ٣٩٩.
(٥) الفوائد الضيائية ١ / ٤٠٠.
(٦) أ - حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ١ / 222.
ب - حاشية الصبان على شرح الأشموني 2 / 194 - 195.
(7) المقرب، ابن عصفور، تحقيق أحمد الجواري وعبد الله الجبوري 1 / 163.
(٣٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 396 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة