مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥١ - الصفحة ٣٨٨
لتعريف ابن بابشاذ، لولا أنه أدخل فيه نصب التمييز وهو من أحكامه لا من ذاتياته.
ولا حاجة للاحتراز هنا من دخول الحال، لكونها خارجة بقوله:
(مقدرة ب‍: من).
وأما قوله: " وينصب عن تمام الكلام وعن تمام الاسم " فهو إشارة إلى تقسيم التمييز إلى تمييز نسبة، وتمييز مفرد، وينبغي عده خارجا عن متن التعريف.
وعرفه ابن الحاجب (ت 646 ه‍) بأنه: " ما يرفع الإبهام المستقر عن ذات مذكورة أو مقدرة " (1).
ومراده بالإبهام المستقر ما كان ناشئا من الوضع، احترازا من الإبهام في اللفظ المشترك في نحو: (رأيت عينا جارية)، فإن (جارية) ترفع الإبهام عن (عينا)، لكن إبهامها ليس مستقرا بحسب الوضع، بل هو عارض بسبب تعدد الموضوع لها (2).
وأشكل عليه الرضي بأن " معنى (المستقر) في اللغة هو الثابت، ورب عارض ثابت لازم، والإبهام في المشترك ثابت لازم مع عدم القرينة... ومع القرينة ينتفي... فلا فرق بينهما من جهة الإبهام، ولا يدل لفظ المستقر على أنه وضعي كما فسر " (3).
ورده الشريف الجرجاني بأن (المستقر) وإن كان بحسب اللغة هو

(١) شرح الرضي على الكافية ٢ / ٥٣.
(٢) أ - شرح الرضي على الكافية ٢ / ٥٤.
ب - الفوائد الضيائية، عبد الرحمن الجامي، تحقيق أسامة الرفاعي ١ / ٣٩٨.
(٣) شرح الرضي على الكافية ٢ / 54.
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة