مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ١٨٥
وبهذا تنتفي الحاجة إلى مناقشة من قال بالتفصيل في مراسيل الصدوق (رحمه الله).
وأخيرا، فلا بد من التذكير بأن النزاع المذكور بشأن مرسلات الفقيه لا ثمرة له في الواقع، لابتنائه على فرض عدم العثور على إسناد لها في أي كتاب آخر، ومعنى هذا: إنا لو وجدنا لها إسنادا سيكون النزاع ترفا فكريا لا تترتب عليه آثار واقعية.
وإذا اتضح هذا فاعلم أن مراسيل الفقيه البالغة أكثر من ألفي حديث مرسل، قد استخرج التقي المجلسي (رحمه الله) أسانيدها من الكافي والتهذيبين وغيرها من كتب الحديث الأخرى وكان جل اعتماده على الكافي، وقد تابعت كتابه روضة المتقين، فوجدت ما لم يعثر الشارح على إسناد له قليلا جدا، وربما لا يزيد - في أعلى تقدير - على عشرة أحاديث، وقد قابلت أكثر مراسيل الجزء الأول من الفقيه - لكثرتها فيه - مع كتب الصدوق (رحمه الله) الأخرى فلم أجدها مسندة ولا مرسلة في تلك الكتب إلا القليل جدا على الرغم من الاستعانة بأكثر من عشرة فهارس للأحاديث، ثم قابلتها مع أحاديث الكافي فوجدتها كما قال علماؤنا المتتبعون رضي الله عنهم: إن مرسلات الفقيه مسندات الكافي، علما بأن التقي المجلسي قد قطع مرارا بنقلها مباشرة من الكافي، كما بيناه مفصلا في بحث " مع الصدوق وكتابه الفقيه " (1).
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.

(1) بحث نشر في مجلة " علوم الحديث " العدد 2، سنة 1418 / قم.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست