مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٢٠
هو مجموع الأمة " والشيعة الإمامية يقولون: " ذلك المعصوم واحد منهم ".
إلا أن هذا الخلاف إنما يقع عندما ينظر إلى الآية وحدها، لكن القرآن الكريم نفسه يأمر في مثل هذه الحالات بالرجوع إلى السنة المعتبرة ويقول:
* (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) * (1) ويقول أيضا: * (فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول...) * (2).
إذن، لا بد من الرجوع إلى قول الرسول الصادق الأمين الذي * (ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) * (3)... وقد وجدنا أصحابه يروون عنه أن المراد من * (الصادقين) * في هذه الآية هو علي عليه السلام، أو هو والأئمة من أهل البيت.
فكانت السنة رافعة للخلاف، ومعينة للقول بأن الإمام المعصوم هو " علي " والأئمة من العترة " في كل زمان "...
أما القول الآخر فلا دليل عليه، وإنما هو اجتهاد في مقابلة النص الصريح.
وقد حاول الفخر الرازي إبطال هذا الاستدلال بالاجتهاد كذلك، فقال:
" هذا باطل، لأنه تعالى أوجب على كل واحد من المؤمنين أن يكون مع الصادقين، وإنما يمكنه ذلك لو كان عالما بأن ذلك الصادق من هو، لا الجاهل بأنه من هو، فلو كان مأمورا بالكون معه كان ذلك تكليف ما لا يطاق، وإنه لا يجوز ".

(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست