مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ١٧
الفصل الثالث وتدل الآية المباركة على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام والمعصومين من عترة رسول رب العالمين، بمقتضى الأحاديث الواردة في ذيلها، بكتب التفسير والحديث والمناقب، وذلك لأن " الكون مع الصادقين " ليس هو الكون الخارجي، وإنما المراد هو الاتباع والاقتداء في القول والعمل، وهذا الأمر مطلق، إذ لم يقل: كونوا مع الصادقين في حال كذا، أو في القول الفلاني، بل الكلام مطلق غير مقيد بقيد أصلا.
فإذا ورد الأمر الكتابي بالاتباع مطلقا، ثم جاءت السنة المعتمدة وعينت الشخص المتبوع، كانت النتيجة وجوب اتباع هذا الشخص المعين، وكان الشخص معصوما، لأن الله سبحانه وتعالى لا يأمر باتباع من لا تؤمن عليه مخالفة أحكامه عن عمد أو خطأ، وإذا كان معصوما كان إماما.
وإذا كانت الآية دالة على العصمة بطل حمل * (الصادقين) * فيها على مطلق المهاجرين والأنصار، أو خصوص الثلاثة الذين تخلفوا، أو خصوص أبي بكر وعمر، لعدم عصمة هؤلاء بالإجماع.
ومن هنا يظهر، أن لا علاقة للآية بالثلاثة الذين تخلفوا في غزوة تبوك، وإنما جاءت بعد ذكر قصتهم وتوبة الله عليهم.
وقد أذعن إمام المفسرين عند القوم الفخر الرازي بدلالة الآية على
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست