مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٢٤
لقد بينا - في الفصل السابق - كيفية الاستدلال بالآية على العصمة فالإمامة، ولا شئ من هذه الوجوه يصلح لأن يكون جوابا عنه:
أما الوجهان: الأول والثاني، فمصادرة وأما الوجهان: الثالث والرابع، فلا فائدة فيهما، لأن سبب النزول غير مخصص، إن كانت الآية متعلقة بقضية كعب بن مالك.
وأما الوجهان: السادس والسابع، فتغافل عن الأحاديث الواردة في ذيل الآية، المفسرة لها، والمبينة للمراد من * (الصادقين) * فيها... ومن الواضح أن الاستدلال بالآية إنما هو بالنظر إلى تلك الأحاديث.
وأما الوجهان: الثامن والتاسع، فتجاهل لوجه الاستدلال بالآية، فإن الأمر بالكون مع شخص أو أشخاص على الإطلاق، لا يجوز إلا مع ثبوت عصمة الشخص أو الأشخاص، لأن المراد من * (كونوا مع...) * هو الاتباع والإطاعة والانقياد المطلق.
وعلى هذا، فالذين ثبتت عصمتهم بالأدلة القطعية من الكتاب والسنة هم رسول الله وأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وأما الوجه العاشر، فمصادرة.
وأما الوجه الحادي عشر، فخروج عن الإجماع، ودعوى أن كثيرا من الناس يدعون في شيوخهم هذا المعنى، واضحة الفساد، ولو كان هناك من يدعي ذلك، فدعواه مردودة عند الكل.
وعلى الجملة، فإنا لم نجد في هذه الوجوه مناقشة علمية للاستدلال، ولا جوابا عن الأحاديث الواردة في ذيل الآية المباركة، اللهم إلا ما جاء في الوجه الخامس:
" إنه قال * (مع الصادقين) * وهذه صيغة جمع، وعلي واحد، فلا
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»
الفهرست