مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٨٢
من لسان ذلك الشامي الخبيث، الذي يغيظ ويستشيط ويأخذه الزمع إذا مر على منقبة من مناقب الإمام علي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، وأهل البيت الطيبين الطاهرين الكرام ﴿قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور﴾ (1).
ومن سرح نظره في تراجم رواة الفضائل من (الطبقات) و (الميزان) لشاهد بالعيان كيف يجن الذهبي ويأخذ في وصم الرجل وطعنه وسبه من غير ذنب، عدا روايته الفضائل والمناقب، نسأل الله السلامة من مخازي النواصب.
ومنها: قوله في محمد بن الفضل السدوسي - المعروف بعارم - شيخ البخاري، وقد احتج به الستة ووثقه أبو حاتم والنسائي والدارقطني والذهلي والعجلي، وروى عنه البخاري أكثر من مائة حديث، كما حكاه الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب (2) عن (الزهرة) -: اختلط في آخر عمره وتغير حتى كان لا يدري ما يحدث به، فوقع في حديثه المناكير الكثيرة، فيجب التنكب عن حديثه في ما رواه المتأخرون، فإن لم يعلم هذا من هذا ترك الكل، ولا يحتج بشئ منها. انتهى.
وتعقبه الذهبي فقال: لم يقدر ابن حبان أن يسوق له حديثا منكرا، فأين ما زعم؟!
وقال أيضا - بعد ذكر توثيقه عن الدارقطني -: فهذا قول حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله، فأين هذا القول من قول ابن حبان الخساف المتهور؟!

(١) سورة آل عمران ٣: ١١٩.
(٢) تهذيب التهذيب ٥ / 269.
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»
الفهرست