مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ٨١
والنسائي والعجلي.
ومنها: طعنه في عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وقد احتج به أبو داود والنسائي وابن ماجة، ووثقه ابن معين وابن شاهين.
قال الذهبي في ميزان الاعتدال (1): وأما ابن حبان فإنه يقعقع كعادته، فقال فيه: يروي عن قوم ضعفاء أشياء يدلسها عن الثقات، حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضعها، فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات، وحمل الناس عليه في الجرح، فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها بحال. انتهى.
وتعقبه الذهبي بأنه لم يرو في ترجمته شيئا، ولو كان عنده له شئ موضوع لأسرع بإحضاره.
قال: وما علمت أن أحدا قال في عثمان بن عبد الرحمن هذا: إنه يدلس عن الهلكى، إنما قالوا: يأتي عنهم بمناكير، والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع. انتهى.
قلت:
أمعن نظر الإنصاف والتحقيق في هذا الحرف الأخير من كلامه، وليته بادر للرد على ابن حبان - في ترجمة ابن صابر - بمثل هذا، بل بأقل منه، مع أن القدح فيه أخف وأيسر من جرح الطرائفي، لكن هيهات أن تطاوعه نفسه على ذلك، بل أقر ابن حبان على جرحه المجروح لكون الرجل روى حديث الباب، وتلك (شنشنة أعرفها من أخزم).
بل ظني أن الكسائي لو كان يسلم من طعن ابن حبان لما كان يسلم

(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست