مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١١٠
لا في (الموضوعات) ولا في (الواهيات).
ولا هو مذكور في شئ من كتب الموضوعات التي وقفت عليها - غير ما ذكرنا - كاللآلئ المصنوعة، وتذكرة الموضوعات، والأسرار المرفوعة، والفوائد المجموعة، واللؤلؤ المرصوع وغيرها، ولو كان موضوعا - حقا - لما فات هؤلاء وغيرهم ممن صنف في الأحاديث الموضوعة، ولا ذهلوا عن إيراده في كتبهم - مع حرصهم على جمعها، وتحريهم لضبطها وحصرها -.
وكفاك شاهدا على قصور باع الألباني - في هذا الشأن - أنه قال في حديث ابن عمر، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتبعوا السواد الأعظم، فإن من شذ شذ في النار: لم أجده في شئ من كتب السنة المعروفة، حتى الأمالي والفوائد والأجزاء التي مررت عليها. انتهى (1).
وهذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (2) عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدا، وقال: يد الله على الجماعة، فاتبعوا السواد الأعظم، فمن شذ شذ في النار.
فمن كان هذا مبلغ علمه، كيف يلقى عنان الانقياد إلى حكمه - كما اغتر به بعض المتسلفين الأجلاف في هذا العصر -؟!
وحيث انجر الكلام إلى هنا، فلا بأس بسرد مقالة صدع بها الإمام الحافظ صلاح الدين العلائي، فإن فيها موعظة وذكرى للمتقين، ونصيحة لمن أراد الحكم والتكلم على الأحاديث بيقين.

(1) مشكاة المصابيح 1 / 62.
(2) المستدرك على الصحيحين 1 / 115.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست