مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٣٠٨
والثاني: أنه أطلق على النون الساكنة، لأنها " تحدث رنينا خاصا وتنغيما عند النطق بها، ولهذا يسمونها التنوين، أي: التصويت والترنيم، لأنها سببه " (1).
وقبل أن تستعمل كلمة (التنوين) عنوانا للمعنى الاصطلاحي، عبر أبو الأسود الدؤلي (ت 69 ه‍) عنه بلفظ (الغنة)، فإنه حينما أراد تنقيط المصحف نقط الإعراب، أحضر كاتبا وقال له: " إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، فإن رأيتني ضممت فمي، فانقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة تحت الحرف، فإن أتبعت شيئا من ذلك (غنة) فاجعل مكان النقطة نقطتين " (2).
وقد استعمل لفظ التنوين بعد أبي الأسود من قبل بعض تلاميذه، وإن كنا لا نعلم من هو على وجه التحديد، فقد روي " عن خالد الحذاء، قال:
سألت نصر بن عاصم... كيف تقرأ * (قل هو الله أحد، الله الصمد) *؟
فلم ينون، فأخبرته أن عروة ينون، فقال: بئس ما قال، وهو للبئس أهل " (3).
واستفاد بعض الدارسين من هذا النص أن نصر بن عاصم هو أول من اهتدى لاستخدام مصطلح التنوين (4)، ولكني لا أرى النص ظاهرا في أكثر من كون التنوين كان مستخدما في عهده.

(1) النحو الوافي 1 / 26.
(2) أ - أخبار النحويين البصريين للسيرافي: 16.
ب - نزهة الألباء في طبقات الأدباء، الأنباري: 12.
(3) أ - أخبار النحويين البصريين: 20 - 21.
ب - طبقات النحويين واللغويين، الزبيدي: 27.
(4) المصطلح النحوي، القوزي: 45.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»
الفهرست