مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٨ - الصفحة ٤٢٩
وقد عرفت: إن دفع التنافي بحمل الجر على الجوار، لا يليق بالاعتبار (1)، وإن من حملة على مسح الخفين (رجع بخفي حنين) (2).
وإن حمل الغسل على الخفيف منه الشبيه بالمسح - كما فعله الزمخشري - يشهد ببطلانه (3) القطع بأن أهل الشرع لا يعدونه مسحا حقيقة، ويفرقون بين مفهومه ومفهوم المسح باشتراط الجريان فيه خاصة (4).

(١) راجع هامش رقم ١٣ ص ٤٢٨، ففيه بيان المواضع الخاصة بالرد على الجر بالمجاورة في هذه الرسالة.
(٢) في حاشية ر: قال الجوهري: قولهم: (بخفي حنين). قال ابن السكيت، عن أبي اليقضان: كان حنين رجلا شديدا، ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف، فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران، فقال يا عم أنا ابن أسد بن هاشم! فقال عبد المطلب: لا وثياب هاشم، ما أعرف شمائل هاشم فيك، فارجع. فقالوا له: رجع حنين بخفيه، (انظر: ترتيب إصلاح المنطق لابن السكيت: 135 - حنى (باختلاف يسير)) فصار مثلا.
وقال غيره: هو اسم أسكاف من أهل الحيرة، ساومه أعرابي بخفين، فلم يشترهما، فغاضه ذلك، وعلق أحد الخفين في طريقه، وتقدم فطرح الآخر، وكمن له، وجاء الأعرابي فرأى الخفين، فقال: ما أشبه هذا بخف حنين! لو كان معه آخر لاشتريته، فتقدم فرأى الخف الثاني مطروحا في الطريق، فنزل وعقل بعيره ورجع إلى الأول، فذهب الإسكاف براحلته، وجاء (الأعرابي) إلى الحي بخفي حنين. انتهى. منه سلمه الله.
أنظر: الصحاح للجوهري 5 / 2105 مادة حنين، ومجمع الأمثال، الطبعة القديمة 1 / 296 رقم 1568 - حرف الراء - والطبعة المحققة في بيروت 2 / 40، والمستقصى في أمثال العرب - للزمخشري - 2 / 100 رقم 355 - الراء مع الجيم - 1 / 105 رقم 419 - الهمزة مع الخاء -.
والمثل المذكور يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة، وهو كما ترى، منطبق تمام الانطباق على من يقول بمسح الخفين في قراءة الجر! فكما أن الأعرابي الجلف رجع بخفيه دون راحلته، فهذا أسوأ منه حالا إذ طهر جلد غيره دون رجله!! فكلاهما راجع بالخيبة والخسران، إلا أن ماسح الخف أشد وأولى.
(3) في م: يشهد بطلانه.
(4) وقد مر هذا مفصلا في موضعين وهما في ص 387 مع الهامش رقم 5، و ص 392 مع الهامش رقم 6، فراجع لا سيما الموضع الثاني منهما.
(٤٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 ... » »»
الفهرست