مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٢٢٥
ما قاله السبكي تبعه عليه المحققون، وممن تبعه عليه الحافظ أبو الفضل بن حجر، فقال في موضع: هي مقدمة علي غيرها من نساء عصرها، ومن بعدهن مطلقا. انتهى.
وأخرج ابن جرير الطبري (١) عن فاطمة عليها السلام، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنت سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم البتول.
تنبيه:
إعلم أن (إلا) في الحديثين ليست للاستثناء، بل هي عاطفة بمنزلة (الواو) في التشريك في اللفظ والمعنى، كما في قوله تعالى: ﴿لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم﴾ (٢) وقوله تعالى: ﴿لا يخاف لدي المرسلون * إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء﴾ (3).
أي: ولا الذين ظلموا، ولا من ظلم، وهو مذهب الأخفش والفراء وأبي عبيدة، كما حكاه ابن هشام في (المغني) (4).
وهذه الأحاديث صريحة في تفضيل الصديقة الطاهرة عليها السلام على عائشة في الدنيا والآخرة، مع أنك ترى أنه لم يجر لأم المؤمنين ذكر في شئ من هذه الأحاديث، فضلا عن تفضيلها.
بل الحق الذي ندين الله به أن البضعة الشريفة أفضل النساء على

(١) جامع البيان في تفسير القرآن ٣ / ١٨١.
(٢) سورة البقرة ٢: ١٥٠.
(٣) سورة النمل ٢٧: 10 و 11.
(4) مغني اللبيب عن كتب الأعاريب 1 / 101 - الباب الأول - مبحث (إلا) بالكسر والتشديد.
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»
الفهرست