مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ٢٢٩
ذلك، ولكن إذا جاء نهر الله بطل نهر معقل.
وقال المناوي في (إتحاف السائل) (1): أما نساء هذه الأمة فلا ريب في تفضيلها عليهن مطلقا، بل صرح غير واحد أنها وأخوها إبراهيم أفضل من جميع الصحابة حتى الخلفاء الأربعة.
وقال الشيخ العلامة أبو الثناء شهاب الدين الآلوسي البغدادي: الذي أميل إليه أن فاطمة البتول أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات، من حيث إنها بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل ومن حيثيات أخر أيضا، إذ البضعية من روح الوجود وسيد كل موجود، لا أراها تقابل بشئ.
* (وأين الثريا من يد المتناول) * قال: ومن هنا يعلم تفضيلها على عائشة، ثم قال - بعد كلام له في المسألة -: وبعد هذا كله، الذي يدور في خلدي أن أفضل النساء فاطمة ثم أمها ثم عائشة، بل لو قال قائل: إن سائر بنات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل من عائشة لا أرى عليه بأسا، وعندي بين مريم وفاطمة توقف، نظرا للأفضلية المطلقة، وأما بالنظر إلى الحيثية فقد علمت ما أميل إليه. انتهى (2).
قلت:
ينبغي التوقف في ذلك، فقد حكى المناوي في (فيض القدير) (3) عن السيوطي أنه قال في حديث (فاطمة سيدة نساء أهل الجنة): فيه دلالة على فضلها على مريم سيما إن قلنا بالأصح من أنها غير نبية.

(1) إتحاف السائل: 87.
(2) روح المعاني 3 / 155.
(3) فيض القدير 1 / 105.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست