مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٢٥٦
الناس للخلافة؟!
قال ابن عباس: وما يصنع بالترشيح؟! قد رشحه لها رسول الله (ص) فصرفت عنه! (190).
* والحوار الطويل الذي أداره عثمان أيام خلافته مع ابن عباس، يكشف عن وضوح تام لهذه القضية، إذ يختم عثمان حديثه بقوله: (ولقد علمت أن الأمر لكم، ولكن قومكم دفعوكم عنه، واختزلوه دونكم)!
فأكد ابن عباس هذا المعنى في جوابه، وذكر العلة فيه كما يراها، ويرى أنها لم تكن خفية أيضا على عثمان، فيقول: (أما صرف قومنا عنا الأمر فعن حسد قد والله عرفته...) (191).
هذا كله وكثير غيره عرفه الصحابة، وحفظه التاريخ، لهم أو عليهم!
فحق إذن لقائل أن يقول: إن غالبية المسلمين حين توفي النبي (ص) كانوا مع الاتجاه الذي يمثله علي بن أبي طالب وأصحابه، لأن النبي كان زعيم هذا الاتجاه (192).
لقد كان عامة المهاجرين والأنصار لا يشكون في علي (193).

(١٩٠) شرح نهج البلاغة ١٢ / ٨٠، عن أمالي أبي جعفر محمد بن حبيب، صاحب (المحبر)، من علماء بغداد باللغة والشعر والأخبار والأنساب. ترجمته في معجم الأدباء ١٨ / ١١٢.
(١٩١) أخرجه الزبير بن بكار في (الموفقيات)، وعنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٩ / ٩.
(١٩٢) أحمد عباس صالح / مجلة (الكاتب) القاهرية - يناير ١٩٦٥، وعنه محمد جواد مغنية / الشيعة في الميزان: ٤٣١.
(١٩٣) الإستيعاب ٣ / ٥٥٠ ترجمة النعمان بن العجلان، تاريخ اليعقوبي ٢ / 124، شرح نهج البلاغة - لابن أبي الحديد - 6 / 21.
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست